لرسالته آدم ونوحاً، " وآل إبراهيم " يعني إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط، " وآل عمران على العالمين " يعني اختارهم للنبوة وللرسالة على عالمي ذلك الزمان، فهم " ذرية بعضها من بعض " فكل هؤلاء من ذرية آدم، ثم من ذرية نوح ثم من ذرية إبراهيم، " إذ قالت امرأة عمران " ابن ماتان، واسمها حنة بنت واقوذ، وهي أم مريم، " رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً " وذلك أن حنة أم مريم كانت جاشت على الولد والمحيض، فبينا هي ذات يوم في ظل شجرة إذ نظرت إلى طير يزق فرخاً، فتحرك نفسها للود، فدعت الله أن يهب لها ولداً، فحاضت من ساعتها، فلما طهرت أتاها زوجها، فلما أيقنت بالولد قالت: لئن نجاني الله ووضعت ما في بطني لأجعلنه محرراً.
وبنو ماتان من فلول بني إسرائيل من نسل داود.
والمحرر لا يعمل للدنيا ولا يتزوج ويتفرغ لعمل الآخرة، ويعبد الله، ويكون في خدمة الكنيسة، ولم يكن يحرر في ذلك الزمان إلا الغلمان؛ فقالت لزوجها: ليس جنس من جنس الأنبياء إلا وفيهم محرر غيرنا، وإني جعلت ما في بطني نذيرة.
تقول: قد نذرت أن أجعله لله، فهو المحرر.
فقال زوجها: أرأيت إن كان الذي في بطنك أنثى، والأنثى عورة كيف تصنعين؟ فاغتمت لذلك، فقالت عند ذلك حنة أم مريم: " رب إني نذرت لك ما في