للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بطني محرراً فتقبل مني إنك أنت السميع العليم " يعني تقبل مني ما نذرت لك، فاستجب لي بأن تنجيني من هذا سالمة بعد الإجابة.

" فلما وضعتها قال: رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت " وقد كنت إلهي نذرت لك ما في بطني إن نجيتني فنيجتني " وليس الذكر كالأنثى " والأنثى عورة ثم قالت: " وإني سميتها مريم "، وكذلك كان اسمها عند الله، " وإني أعذيها بك وذريتها " يعني عيسى " من الشيطان الرجيم " يعني الملعون.

فاستجاب الله لها؛ فلم يقربها الشيطان ولا ذريتها عيسى.

قال ابن عباس: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كل ولد ابن آدم ينال منه الشيطان نطفته حين يقع بالأرض بإصبعه، ولها يستهل، إلا ما كان من مريم بنت عمران وابنها عيسى، لم يصل إبليس إليها.

قال ابن عباس: لما وضعتها خشيت حنة أم مريم ألا تقبل الأنثى محررة، فلفتها في الخرقة ووضعتها في بيت المقدس عند القراء، فتساهم القراء عليها لأنها كانت بنت إمامهم - وكان إمام القراء من ولد هارون - أيهم يأخذها، فقال زكريا: - وهو رأس الأحبار - أنا آخذها وأنا أحقهم بها، أختها عندي، يعني أم يحيى، فقالت القراء: وإن كان في القوم من هو أفقر إليها منك، ولو تركت لأحق الناس بها تركت لأمها ولكنها محررة غير أنا نتاهم عليها فمن خرج سهمه فهو أحق بها، فقرعوا ثلاث مرات بأقلامهم التي كانوا يكتبون بها الوحي " أيهم يكفل مريم " يعني أيهم يقبضها، فقرعهم زكريا.

وكانت قرعة أقلامهم أنهم جمعوها في موضع، ثم غطوها، فقالوا لبعض خدم بيت المقدس من الغلمان الذين لم يبلغوا الحلم: أدخل يدك، فأخرج قلماً منها، فأدخل يده فأخرج قلم زكريا، فقالوا: لا نرضى، ولكن نلقي الأقلام في الماء، فمن خرج قلمه في

<<  <  ج: ص:  >  >>