للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتكون مع خالتها وأختها يلسفع أم يحيى، فإذا طهرت ردها إلى بيت المقدس، فكان زكريا يرى عندهم في المحراب العنب في الشتاء الشديد فيأتيها به جبريل من السماء.

وعن ابن عباس قال: كان بنو إسرائيل إذا أرادوا أن يحرروا للمحراب ولد أحد منهم لم يحرروه حتى يولد، فإن كان غلاماً فشاؤوا أن يحرروه لمهنة المحراب حرروه وإن كانت جارية لم يحرروها للمحراب، وإن امرأة عمران عجلت؛ فنذرت ما في بطنها " فلما وضعتها قالت: رب إني وضعتها أنثى " الآية.

فحملتها على خرقة وأدخلتها المحراب وقالت: أقضي ما نذرت لله علي، فقالوا: ما هذه؟ قالت: كنت عجلت ونذرت ما في بطني محرراً لمهنة المحراب، فوضعتها أنثى، فجئت لأقضي ما جعلته لله علي، قالوا: وما شأن المحراب وشأن الأنثى، فألقى الله في قلوبهم محبة مريم، فقالوا: ما كنا نقبل الأنثى، سوف نقبل هذه.

قال: فوضعتها بين أيديهم وخرجت، وتشاح القوم فيها، فقال لهم زكريا: أخت هذه الجارية عندي، وأنا أحق بها أن أكفلها، وكان في المحراب جدول يجري يشربون منه ويتوضؤون فيه، فلما رأى زكريا إباءهم عليه قال: بيني وبينكم أقلامنا التي نكتب بها التوراة، يجيء كل رجل بقلمه فيلقيه في هذا الجدول، فأي قلم منها شق الماء فقد كفله الله هذه الصبية.

قالوا: نعم، فجاء كل رجل منهم بقلمه، وجاء زكريا بقلمه، فألقوها في الجدول، فذهب الماء بأقلامهم، واستقبل قلم زكريا الماء فجعل يشقه، فقال لهم زكريا: معه، قالوا: قد كفلكها الله تعالى، فأنبتها الله نباتاً حسناً، فجعل لها في المحراب بيتاً لا يدخل

<<  <  ج: ص:  >  >>