فقال لها: يا أم نصر، إن عبد الله وعاصماً لم تدنف بهما العواتق في خدورهن.
وانصرفت، ومضى عمر إلى الصلاة، فأبرد بريداً إلى البصرة، فمكث بالبصرة أياماً، ثم نادى مناديه: من أراد أن يكتب إلى المدينة فليكتب، فإن بريد المسلمين خارج، فكتب الناس، وكتب نصر بن حجاج: سلام عليك، أما بعد يا أمير المؤمنين:" من الطويل "
لعمري لئن سيرتني وحرمتني ... فما نلت من عرضي عليك حرام
أأن غنت الذلفاء يوماً بمنية ... وبعض أماني النساء عرام
ظننت بي الأمر الذي ليس بعده ... بقاء فما لي في الندي كلام
ويمنعني مما تقول تكرمي ... وآباء صدق سالفون كرام
ويمنعها مما تمنت صلاتها ... وحال لها في قومها وصيام
فهاتان حالانا فهل أنت راجعي ... فقد جب منا غارب وسنام
فقال عمر: أما ولي إمارة فلا، وأقطعه مالاً بالبصرة وداراً.
قال أبو بكر: رحم الله عمر ما كان أنظره بنور الله في ذات الله وأفرسه، كان والله كما قال الشاعر:" من الطويل "