للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكتب عثمان إلى أبي موسى، وكتب أبو موسى إلى عمر؛ فكتب عمر أن جزوا شعره، وشمروا قميصه، وألزموه المسجد.

وقيل: إن دعا بإناء أكفأه على ما كتب، ودعا كاتباً، فقرأه، فإذا هو: إني أحبك حباً، لو كان فوقك لأظلك، ولو كان تحتك لأقلك.

وبلغ نصراً ما صنع مجاشع، فاستحى، فلزم بيته، وضني حتى صار كالفرخ؛ فقال مجاشع لامرأته: اذهبي إليه، فأسنديه إلى صدرك، وأطعميه الطعام بيدك، فأبت، فعزم عليها، فأسندته إلى صدرها، وأطعمته الطعام بيدها.

فلما تحامل خرج من البصرة، وخشيت المرأة التي سمع منها عمر أن يبدر من عمر إليها شيء، فدست إليه أبياتاً: " من البسيط "

قل للإمام الذي تخشى بوادره ... مالي وللخمر أو نصر بن حجاج

إني عنيت أبا حفص بغيرهما ... شرب الحليب وطرف فاتر ساجي

إن الهوى زمه التقوى فحبسه ... حتى أقر بإلجام وإسراج

لا تجعل الظن حقاً أو تيقنه ... إن السبيل سبيل الخائف الراجي

فبكى عمر وقال: الحمد لله الذي حبس التقوى الهوى.

وأتى على نصر حين، واشتد على أمه غيبة ابنها عنها؛ فتعرضت لعمر بين الأذان والإقامة، فقعدت له على الطريق، فلما خرج يريد صلاة العصر، قالت: يا أمير المؤمنين، لأجاثينك بين يدي الله، ثم لأخاصمنك، أيبيت عبد الله وعاصم إلى جنبك، وبيني وبين ابني الفيافي والمفاوز والجبال؟

<<  <  ج: ص:  >  >>