هل من سبيل إلى خمر فأشربها ... أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج
فلما أصبح سأل عنه، فإذا هو من أحسن الناس شعرة وأصبحه وجهاً، فأمر عمر أن يطمر شعره، ففعل، فخرجت جبهته، فازداد حسناً، فأمره عمر أن يعتم، فازداد حسناً؛ فقال عمر: لا، والذي نفسي بيده لا تجامعني بأرض أنا بها.
فأمر له بما يصلحه، وسيره إلى البصرة، فنزل على مجاشع بن مسعود، وكان خليفة أبي موسى، وكان لمجاشع امرأة جميلة شابة، فبينا الشيخ عنده نصر بن حجاج إذ كتب في الأرض: أنا والله أحبك، فقالت هي، وهي في ناحية البيت: وأنا والله، فقال الشيخ: ما قال لك؟ فقالت: قال لي: ما أصفى لقحتكم هذه! فقال الشيخ: ما أصفى لقحتكم هذه، وأنا والله، ما هذه لهذه.
أعزم عليك لما أخبرتني، قالت: إما عزمت فإنه قال: ما أحسن سوار بيتكم! فقال: ما أحسن سوار بيتكم، وأنا والله، ما هذه لهذه.
ثم حانت منه التفاتة، فإذا هو بالكتاب، ثم قال: علي بغلام من المكتب، فقال: اقرأه، فقال: أنا والله أحبك.
فقال: أنا والله أحبك! فقلت أنت: وأنا والله. هذه لهذه.
اعتدي، تزوجها يا بن أخي إن أردت.
وكانوا لا يكتمون من أمرائهم شيئاً، فأتى أبا موسى فأخبره، فقال: أقسم بالله، ما أخرجك أمير المؤمنين من خير، اخرج عنا.
فأتى فارس، وعليها عثمان بن أبي العاصي الثقفي، فنزل على دهقانة، فأعجبها؛ فأرسلت إليه.
فبلغ ذلك عثمان بن أبي العاصي؛ فبعث إليه، فقال: ما أخرجك أمير المؤمنين وأبو موسى من خير، اخرج عنا؛ فقال: والله، لئن فعلتم هذا لألحقن بالشرك.