وسمي نوح نوحاً لطول ما ناح على نفسه، وقيل: ناح على قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، يدعوهم إلى الله، فإذا كفروا بكى وناح عليهم.
وفي كتب الأوائل: أن دمشق كانت دار نوح عليه السلام ومنشأ سفينته من خشب لبنان، وأنه ركب سفينته من عين الجر التي في البقاع، وهو بطن - يعني وادياً - بين جبل لبنان وجبل سنير - وأن الموضع الذي فار منه التنور بالماء خلف حائط الحصن الداخل من مدينة دمشق من ناحية جيرون على طريق باب الفراديس.
قالوا: ولما كبر آدم، ورق عظمه، قال: يا رب، إلى متى أكد وأشقى؟ قال: يا آدم، حتى يولد لك ابن مجنون، فولد له نوح بعد عشرة أبطن، وهو يومئذ ابن ألف سنة إلا ستين عاماً، وقيل: أربعين عاماً، وكان اسم نوح السكن، وإنما سمي السكن لأن الناس بعد آدم سكنوا إليه، فهو أبوهم.
وكان بين آدم ونوح عشرة آباء، وبين إبراهيم ونوح عشرة آباء، وقيل: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام.
قال نوف الشامي: خمسة من الأنبياء من العرب: محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونوح وهود وصالح وشعيب صلوات الله عليهم.
وعن أنس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أول نبي أرسل نوح.
واختلف فيه، فقال قوم: كانت نبوته وعمره من يوم ميلاده إلى أن مات ألف سنة إلا خمسين عاماً، وكان بعث في الألف الثاني.