للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السحر، فسألتهم الماء العذب، فأعطوني كوزاً من ماء، فأتيته فقلت: هذا ماء عذب أتيتك به، قالت: فنظر، فإذا الفجر طلع، فقال: إني أصبحت صائماً.

فقلت: من أين، ولم أر أحداً أتاك بطعام ولا شراب؟! فقال: إني رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اطلع علي من هذا السقف ومعه دلو من ماء، فقال: اشرب، يا عثمان، فشربت حتى رويت، ثم قال: ازدد، فشربت حتى ثملت أو نهلت. ثم قال: إن القوم سيبكرون عليك، فإن قاتلتهم ظفرت، وإن تركتهم أفطرت عندنا، فدخلوا عليه من يومه فقتلوه.

وضب أخو نائلة هو الذي حملها إلى عثمان، وكان ضب مسلماً، وكان أبوها نصرانياً، فأمر ابنه ضباً بذلك، وفي ذلك تقول نائلة لأخيها ضب: من الطويل

أحقاً تراه اليوم يا ضب أنني ... مرافقة نحو المدينة أركبا

لقد كان فتيان حصن بن ضمضمٍ ... وجدك ما يغني الخباء المحجبا

وكل اسم في العرب فرافصة فهو مضموم الفاء إلا الفرافصة بن الأحوص، فإنه بفتح الفاء الأولى.

وكان سعيد بن العاص تزوج أخت نائلة بنت الفرافصة، وهو أمير على الكوفة، فبلغ ذلك عثمان بن عفان، فكتب إليه: بلغني أنك تزوجت امرأة فأخبرني عن حسبها وجمالها.

فكتب إليه: إن كان لها أخت فزوجنيها.

فدعا الفرافصة فقال له: زوج أمير المؤمنين، فقال الفرافصة لابنه ضب -

<<  <  ج: ص:  >  >>