للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأقبل على وردان، فقال: وأنت يا أبا عثمان، ما بقي من لذتك؟ قال: النظر في وجه كريم أصابته نكبة فاصطنعت إليه فيها يداً حسنة.

فقال معاوية: أنا أولى بذلك منك، فقال: أنت يا أمير المؤمنين، أقدر عليه مني، وأولى به من سبق إليه.

شاعر: من الطويل

وما هذه الأيام إلا معارة ... فما اسطعت من معروفها فتزود

فإنك لا تدري بأية بلدة ... تموت ولا ما يحدث الله في غد

ووردان من تابعي أهل مصر، وبه سميت السوق التي بمصر سوق وردان.

وكان ثقة، وكان رومياً. يقال: إنه من روم أرمينية، أو من روم الشام، أو من روم أطرابلس الغرب.

وقتل بالبرلس سنة ثلاث وخمسين، قتله الروم. وعقبه بمصر.

قال جويرية بن أسماء: قال عمرو بن العاص لوردان يوم صفين: تدري ما مثلي ومثلك مثل الأبيقر إن تقدم عقر، وإن تأخر نحر، لئن تأخرت لأضربن عنقك، قال: جيئوني بقيد، فوضعه في رجليه، قال: أما والله يا عبد الله لأردنك حياض الموت.

وحضر وردان يوم صفين مع عمرو، فكان عمرو يرتجز: من الرجز

هل يغنين وردان عني قنبراً ... أو يغنين ابن خديج مسعرا

يريد قنبر مولى علي بن أبي طالب عليه السلام، ويريد مسعر بن فدكي صاحب الخوارج.

<<  <  ج: ص:  >  >>