وإن يك حقاً يا خديجة فاعلمي ... حديثك إيانا فأحمد مرسل
وجبريل يأتيه وميكال معهما ... من الله وحي يشرح الصدر منزل
ومما قال في ذلك أيضاً: من البسيط
يا للرجال لصرف الدهر والقدر ... وما لشيء قضاه الله من غير
حتى خديجة تدعوني لأخبرها ... وما لها بخفي الغيب من خبر
جاءت لتسألني عنه لأخبرها ... أمراً أراه سيأتي الناس من أخر
فخبرتني بأمر قد سمعت به ... فيما مضى من قديم الدهر والعصر
بأن أحمد يأتيه فيخبره ... جبريل أنك مبعوث إلى البشر
فقلت عل الذي ترجين ينجره ... له الإله فرجي الخير وانتظري
وأرسليه إلينا كي نسائله ... عن أمره ما يرى في النوم والسهر
فقال حين أتانا منطقاً عجباً ... يقف منه أعالي الجلد والشعر
إني رأيت أمين الله واجهني ... في صورة أكملت من أعظم الصور
ثم استمر فكاد الخوف يذعرني ... مما يسلم ما حولي من الشجر
فقلت ظني وما أدري أيصدقني ... أن سوف يبعث يتلو منزل السور
وسوف أبليك إن أعلنت دعوتهم ... من الجهاد بلا من ولا كدر
ومن حديث آخر: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يجاور في حراء من كل سنة، وكان ذلك مما تحنث به قريش في الجاهلية. والتحنث: التبرر، فكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجاور ذلك الشهر من كل سنة، يطعم من جاءه من المساكين. فإذا قضى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جواره من شهره ذلك كان أول ما يبدأ به إذا انصرف من جواره الكعبة، قبل أن يدخل بيته، فيطوف بها سبعاً، أو ما شاء الله حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته، ورحم العباد به جاءه جبريل بأمر الله قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: