للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو، ثم أظهر دعاءه، وأنا حي، لأبلين الله من نفسي في طاعة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحسن مؤازرته، فمات ورقة على نصرانيته.

وكانت خديجة قد ذكرت لورقة ما ذكر لها غلامها ميسرة من قول الراهب يعني بحيرى، وما كان يرى منه إذ كان الملكان يظلانه، فقال ورقة: إن كان هذا حقاً يا خديجة، إن محمداً لنبي هذه الأمة، قد عرفت أنه كائن لهذه الأمة نبي ينتظر، هذا زمانه، فجعل ورقة يستبطئ الأمر ويقول: حتى متى؟ وأنشد في ذلك شعراً، منها: من الطويل

أتبكر أم أنت العشية رائح ... وفي الصدر من إضمارك الحزن قادح

لفرقة قوم لا أحب فراقهم ... كأنك عنهم بعد يومين نازح

وأخبار صدق خبرت عن محمد ... يخبرها عنه إذا غاب ناصح

فتاك الذي وجهت يا خير حرة ... بغور وبالنجدين حيث الصحاصح

إلى سوق بصرى في الركاب التي غدت ... وهن من الأحمال قعص ذوابح

يخبرنا عن كل حبر بعلمه ... وللحق أبواب لهن مفاتح

بأن ابن عبد الله أحمد مرسل ... إلى كل من ضمت عليه الأباطح

وظني به أن سوف يبعث صادقاً ... كما أرسل العبدان هود وصالح

وموسى وإبراهيم حتى يرى له ... بهاء ومنشور من الذكر واضح

ويتبعه حيا لؤي جماعةً ... شبابهم والأشيبون الجحاجح

فإن أبق حتى يدرك الناس دهره ... فإني به مستبشر الود فارح

وإلا فإني يا خديجة فاعلمي ... عن أرضك في الأرض الفسيحة سائح

ومما قال ورقة بن نوفل أيضاً: من الطويل

<<  <  ج: ص:  >  >>