وكان الوليد أكبر أولاد عبد الملك، وكان أبوه وأمه يترفانه، فشب بلا أدب، وكان ذميماً، وإذا مشى توذف يعني بتختر، وكان شائل الأنف فقال فيه:" من المتقارب "
فقدت الوليد وأنفاً له ... كنثل الفصيل أبى أن يبولا
فلما ولي الخلافة دخل عليه أعرابي، فمت بصهر بينه وبين بعض قرابته، فقال: من حتنك؟ فوجم الأعرابي وقال: بعض هذه الأطباء.
فقال سليمان: إنما يريد أمير المؤمنين: من ختنك؟ فقال الأعرابي: نعم، فلان.
وكان الوليد طويلاً أسمر جميلاً، فيه فطس، في وجهه أثر جدري خفي، بمقدم لحيته شيب ليس في لحيته ورأسه غيره.
قال روح بن زنباع: دخلت على عبد الملك بن مروان وهو مهموم؛ فقلت: ما هذه الكآبة التي بأمير المؤمنين - لا يسوءه الله ولا يخزيه -؟ قال: فكرت فيمن أوليه أمر العرب؛ فلم أجد، قال: قلت: فأين أنت عن الوليد؟ قال: إنه لا يحسن النحو؛ فقال لي: رح إلي العشية، فإني سأظهر كآبة، فسلني: مم ذاك؟ وخلني والوليد.
قال: فرحت إليه والوليد عنده، وقد أظهر كآبة، فقلت: ما هذه الكآبة التي بأمير المؤمنين، لا يسوءه الله، ولا يخزيه؟ قال: فكرت فيمن أوليه أمر العرب: فلم أجده.
قلت: فأين أنت عن ريحانة قريش وسيدها الوليد؟ قال: يا روح، إنه لا يلي أمر العرب إلا من تكلم بكلامهم.