وتجلدي للشامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتضعضع
فقال سليمان:
وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع
قال عمر بن عبد العزيز: كنت فيمن نزل الوليد بن عبد الملك في قبره، فنظرت إلى ركبتيه قد جمعتا إلى عنقه، فقال ابنه: عاش والله أبي، عاش والله أبي، فقلت: عوجل أبوك ورب الكعبة، قال: فاتعظ بها عمر بعده.
وفي حديث: فلما تناولناه من السرير، ووقع على أيدينا اضطرب في أكفانه، فقال ابنه: أبي أبي. قال: قلت: ويحك إن أباك ليس بحي، ولكنهم يلقون ما ترى.
وقال عمر بن عبد العزيز ليزيد بن المهلب حين ولاه سليمان العراق: اتق الله يا يزيد، فإنا لما دفنا الوليد ارتكض في أكفانه.
قوله: ركض في لحده: أي ضرب برجله الأرض.
قيل: إن الوليد هلك بدير المران وحمل على أعناق الرجال، فدفن بباب الصغير، وصلى عليه عمر بن عبد العزيز، وكان سليمان غائباً ببيت المقدس.
وتوفي الوليد سنة ست وتسعين، وكانت خلافته عشر سنين إلا أشهراً.