للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصفر أريد الكسوة، فدخلت خربة أبول، فرأيت البول ينصب في شق، فاتبعته، فإذا غطاء على حفير، فنزلت، فإذا مال صبيب، فأنخت رواحلي، وفرغت أعكامي. وأوقرتها ذهباً، وغطيت الموضع.

فلما سرت غير يسير وجدت معي مخلاة، فيها طعام، فنزلت الكسوة، ففرغتها، ورجعت إلى الموضع لأملأها من الذهب، فخفي عني الموضع، وأتعبني الطلب.

فرجعت إلى الجمال، فلم أجدها، ولم أجد الطعام، فآليت على نفسي ألا آكل شيئاً إلا الخبز بالتراب.

فقال الوليد: كم لك من العيال؟ فذكر له عياله، قال: نجري عليك من بيت المال، ولا تستعمل في شيء، فإن هذا هو المحروم.

وذكر أن الإبل جاءت إلى بيت مال المسلمين، فأناخت به، فأخذها أمين الوليد، فطرحها في بيت المال.

قال الوليد بن عبد الملك: لولا أن الله عز وجل ذكر آل لوط في القرآن ما ظننت أن أحداً يفعل هذا.

قرأ الوليد بن عبد الملك على المنبر: " يا ليتها كانت القاضية " وضم التاء، وتحت المنبر عمر بن عبد العزيز وسليمان بن عبد الملك، فقال سليمان: وددتها والله لو قال: يا ليتها كانت عليك، وأرحتنا منك.

دخل سليمان بن عبد الملك على الوليد بن عبد الملك وهو يجود بنفسه، فلما رآه

<<  <  ج: ص:  >  >>