للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: فأنت يا أمير المؤمنين؟ قال: وكيف مع ما أنا فيه من الشغل؟ قلت: على ذلك؟ قال: في كل ثلاث.

قال: فذكر ذلك لإبراهيم بن أبي عبلة؛ فقال: كان يختم في شهر رمضان سبع عشرة مرة.

قال إبراهيم بن أبي عبلة: رحم الله الوليد، وأين مثل الوليد؟ افتتح الهند والأندلس، رحم الله الوليد، وأين مثل الوليد؟ هدم كنيسة دمشق، وبنى مسجد دمشق، رحم الله الوليد، وأين مثل الوليد؟ كان يعطيني قصاع الفضة أقسمها على قراء مسجد بيت المقدس.

لما هدم الوليد بن عبد الملك كنيسة دمشق كتب إليه ملك الروم: إنك هدمت الكنيسة التي رأى أبوك تركها، فإن كان حقاً فقد أخطأ أبوك، وإن كان باطلاً فقد خالفته.

فكتب إليه: " وداوود وسليمان إذ يحكما في الحرث " إلى آخرها.

خرج الوليد بن عبد الملك من الباب الأصفر، فوجد رجلاً عند الحائط الشرقي عند المئذنة الشرقية، يأكل وحده، فجاء فوقف على رأسه، فإذا هو يأكل خبزاً وتراباً.

فقال: ما شأنك انفردت من الناس؟ قال: أحببت الوحدة. قال: فما حملك على أكل الخبز بالتراب وحده، أما في بيت المسلمين ما يجري عليك؟ قال: بلى يا أمير المؤمنين ولكن رأيت القنوع.

قال: فمضى الوليد إلى مجلسه، وأحضره، فقال: إن لك لخبراً، أخبرني به وإلا ضربت ما فيه عيناك.

قال: أنا رجل كنت جمالاً، معي ثلاثة أجمال موقرة طعاماً، حتى أتيت مرج

<<  <  ج: ص:  >  >>