وجدت وعدك زوراً في مرقدة ... ذكرت مبتدئاً إحكام طاهيها
فلا شفى الله من يرجو الشفاء بها ... ولا علت كف ملق كفه فيها
فاحبس رسولك عني أن يجيء بها ... فقد حبست رسولي عن تقاضيها
ومن شعره:" من الكامل "
وإذا أتى للمرء من أعوامه ... خمسون وهو عن الصبا لم يجنح
عكفت عليه المخزيات وقلن قد ... أضحكتنا وسررتنا لا تبرح
وإذا رأى إبليس صورة وجهه ... حياً وقال فديت من لا يفلح
قال أبو هفان: كنا في دعوة أنا والبحتري، فلما انصرفنا قلت: لا بد أن أعيب بالبحتري؛ فقلت له: يا أبا عبادة من الذي يقول: " من المتقارب "
تلبس للحرب أثوابها ... وقال أنا الفارس البحتري
فلما رأى الخيل قد أقبلت ... أصيب على سرجه قد خري
أنشد البحتري يوماً المتوكل قصيدة التي أولها: من مجزوء الكامل
عن أي ثغر تبتسم
وفيها يقول:
يا جعفر بن المعتصم ... يا منعم بن المنتقم
وكان إذا أنشد تبختر في إنشاده، وحرك يديه، وأشار برأسه إعجاباً بما يأتي، وقال: أحسنت والله! مالكم لا تستحسنون، وتتعجبون مما تسمعون، وكان ذلك ربما غاظ المتوكل منه، ففعل مثل ذلك وهو ينشد هذه القصيدة، وأبو العنبس الصيمري حاضر، فلما فرغ منها ردد البيت الأول، وكذلك كان يفعل في قصائده، فلما ردد قوله: