وكان هابيل صاحب غنم في سطرا، وكان قابيل في قينية صاحب زرع، وكان آدم في بيت أبيات، وكانت حواء في بيت لهيا.
فجاء هابيل بكبش سمين من غنمه، فجعله على الصخرة، فأخذته النار، وجاء قابيل بقمح علث، فوضعه على الصخرة، فبقي على حاله، فحسده، وتبعه في الجبل، فأراد قتله، فلم يدر كيف يقتله، فجاء إبليس فأخذ حجراً، فجعل يضرب به رأس نفسه، فذهب، فأخذ حجراً ضرب رأس أخيه، فقتله، فصاحت حواء، فقال لها آدم: عليك وعلى بناتك، لا علي ولا على بني.
قال الأوزاعي: من قتل مظلوماً كفر الله عنه كل ذنب، وذلك في القرآن:" إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك ".
قال الزهري: الكبش الذي فدى الله به إسماعيل كان الكبش الذي قربه هابيل.
وعن وهب: أن الأرض نشفت دم ابن آدم، فلعن آدم الأرض، فمن أجل ذلك لا تنشف الأرض دماً بعد دم هابيل إلى يوم القيامة.
كان كعب الأحبار يقول: الدم الذي على جبل قاسون هو دم ابن آدم.