للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها، ما أحسن فصولها، وأثبت أصولها، فقلت: يا أمير المؤمنين، كلامك أجود من شعري، قال: أحسنت، يا فضل، أعطه مئة ألف أخرى.

قال الرشيد للمفضل الضبي: ما أحسن ما قيل في الذئب، ولك هذا الخاتم الذي في يدي، وشراؤه ألف وست مئة دينار؟ فقال: قول الشاعر: الطويل

ينام بإحدى مقلتيه ويتقي ... بأخرى المنايا فهو يقظان هاجع

قال: ما ألقي هذا على لسانك إلا لذهاب الخاتم، وحلق به إليه، فاشترته أم جعفر بألف وست مئة دينار، وبعثت به إليه وقالت: قد كنت أراك تعجب به، فألقاه إلى الضبي وقال: خذه وخذ الدنانير، فما كنا نهب شيئاً ونرجع فيه.

صنع الرشيد ذات ليلة بيتاً، واضطرب عليه الثاني، فقال: علي بالعباس بن الأحنف، فأتي به في جوف الليل على حال من الذعر عظيمة، فقال له الرشيد: لا ترع، قال: وكيف لا يكون ذلك وقد طرقت في منزلي في مثل هذا الوقت؟ فلم أخرج إلا والواعية فيه وأهلي لا يشكون في قتلي، فقال: أحضرتك لبيت قلته صعب علي أن أشفعه بمثله، قال: ما هو؟ قال: مجزوء الوافر

جنان قد رأيناها ... فلم نر مثلها بشرا

فقال العباس:

يزيدك وجهها حسناً ... إذا ما زدته نظرا

إذا ما الليل مال علي ... ك بالظلماء واعتكرا

<<  <  ج: ص:  >  >>