فسماها هيلانة. فأقامت عنده ثلاث سنين، وماتت، فوجد عليها وجداً شديداً، وأنشد: السريع
أقول لما ضمنوك الثرى ... وجالت الحسرة في صدري
اذهب فلا والله ما سرني ... بعدك شيء آخر الدهر
كتب هارون الرشيد إلى جاريته الخيزرانة وهي بمكة: الخفيف
نحن في أفضل السرور ولكن ... ليس إلا بكم يتم السرور
عيب ما نحن فيه يا أهل ودي ... أنكم غبتم ونحن حضور
فأجدوا في السير بل إن قدرتم ... أن تطيروا مع الرياح فطيروا
فأجابته الخيزرانة:
قد أتانا الذي وصفت من الشو ... ق فكدنا وما فعلنا نطير
ليت أن الرياح كن يؤدين ... إليك الذي يجن الضمير
لم أزل صبه فإن كنت بعدي ... في سرور فدام ذاك السرور
أنشد عمران بن موسى المؤدب لهارون الرشيد في ثلاث حظيات كن عنده وهن قصف، وضياء، وخنث: الكامل
ملك الثلاث الآنسات عناني ... وحللن من قلبي بكل مكان
ما لي تطاوعني البرية كلها ... وأطيعهن وهن في عصياني؟
ما ذاك إلا أن سلطان الهوى ... وبه ملكن أعز من سلطاني
اشتريت للرشيد هارون جارية مدينية، فأعجب بها، وأمر الربيع أن يبعث في حمل أهلها ومواليها لينصرفوا بجوائزها، وأراد بذلك تسريتها، فوفد إلى مدينة السلام ثمانون رجلا، ووفد معهم رجل من أهل العراق استوطن المدينة كان يهوى الجارية. فلما بلغ الرشيد خبرهم أمر الفضل أن يخرج إليهم ليكتب اسم كل رجل منهم وحاجته ففعل