للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن الذي بعذابي ظل مفتخراً ... ما أنت إلا مليك جار إذ قدرا

لولا هواه تجارينا على قدر ... وإن أفق منه يوماً ما فسوف يرى

قال أحمد بن حمدون: كان بين الواثق وبين بعض جواريه شر، فخرج كسلان، فلم أزل أنا والفتح نحتال لنشاطه، فرآني أضحك الفتح بن خاقان، فقال: قاتل الله ابن الأحنف حيث يقول: البسيط

عدل من الله أبكاني وأضحككم ... فالحمد لله عدل كل ما صنعا

اليوم أبكي على قلبي وأندبه ... قلب ألح عليه الحب فانصدعا

للحب في كل عضو لي على حدة ... نوع تفرق عنه الصبر واجتمعا

فقال الفتح: أنت يا أمير المؤمنين في وضع التمثل موضعه أشعر منه وأظرف.

أمر الواثق ابن أبي دواد يصلي بالناس في يوم عيد، وكان عليلاً، فلما انصرف قال له: يا أبا عبد الله، كيف كان عيدكم؟ قال: كنا في نهار لا شمس فيه، فضحك، وقال: يا أبا عبد الله، أنا مؤيد بك، وكان ابن أبي دواد قد استولى على الواثق وحمله على التشدد في المحنة، ودعا الناس إلى القول بخلق القرآن. ويقال: إن الواثق رجع عن ذلك القول بعد موته.

قال صالح بن علي بن يعقوب بن المنصور الهاشمي: حضرت المهتدي بالله أمير المؤمنين وقد جلس للنظر في أمور المتكلمين في دار العامة، فنظرت إلى قصص الناس تقرأ عليه من أولها إلى آخرها، فيأمر بالتوقيع فيها، وينشأ الكتاب عليها ويحرر، ويختم، ويدفع إلى صاحبه بين يديه، فسرني ذلك، واستحسنت ما رأيت منه، فجعلت أنظر إليه، ففطن، ونظر إلي،

<<  <  ج: ص:  >  >>