وكان ثقة. وله فضل وعبادة، وكان هرم ولد أشيب منحنياً، وقد نبتت ثناياه، فلذلك سمي هرماً.
وعن هرم بن حيان أنه قال: إياكم والعالم الفاسق، فبلغ عمر بن الخطاب، فكتب إليه، وأشفق منها: ما العالم الفاسق؟ فكتب إليه هرم: يا أمير المؤمنين، والله ما أردت به إلا الخير، يكون إمام يتكلم بالعلم، ويعمل بالفسق، ويشبه على الناس فيضلوا.
استعمل هرم بن حيان فظن أن قومه سيأتونه، فأمر بنار فأوقدت بينه وبين من يأتيه من القوم، فجاء قومه يسلمون عليه من بعيد، فقال: مرحباً بقومي، ادنوا، فقالوا: ما نستطيع أن ندنو منك، قد حالت النار بيننا وبينك، قال: فأنتم تريدون أن تلقوني في نار أعظم منها، في نار جهنم، قال: فرجعوا.
وفي سنة ثمان عشرة حاصر هرم بن حيان أهل دست هر، فرأى ملكهم امرأة تأكل ولدها، فقال: الآن أصالح العرب، فصالح هرماً على أن خلى لهم المدينة.
وجه عثمان بن أبي العاص هرم بن حيان إلى قلعة بجرة - يقال لها: قلعة الشيوخ - فافتتحها عنوة، وسبى أهلها، وصالح أهل قلعة الرهبان من كازرون سنة ست وعشرين في خلافة عثمان.
وعن الحسن قال: كان رجل إذا كانت له حاجة، والإمام يخطب قام، فأمسك بأنفه، فأشار إليه الإمام أن يخرج. قال: فكان رجل قد أراد الرجوع إلى أهله فقام إلى هرم بن حيان، وهو يخطب، فأخذ بأنفه، فأشار إليه هرم أن يذهب، فخرج إلى أهله، فأقام فيهم ثم قدم إليك وأنت تخطب، فأخذت بأنفي، فأشرت إلي أن اذهب، قال: فاتخذت هذا