وأعلم علماً ليس بالظن أنه ... إذا زال مال المرء فهو ذليل
وأن لسان المرء ما لم تكن له ... حصاةً على عوراته لدليل
أم الأعور الشني حيث يقول:
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ... فهل بعد إلا صورة اللحم والدم
وكائن ترى من ساكت لك معجب ... زيادته أو نقصه في التكلم
أم عبد الرحمن بن حسان حيث يقول:
ترى المرء مخلوقاً وللعين حظها ... وليس بأحناء الأمور بخابر
وذاك كما البحر لست مسيغه ... ويعجب منه ساجياً كل ناظر
الساجي: الساكن.
فقال الهيثم: هيهات، الأعور أشعرنا.
قال العريان بن هيثم: بعث المختار بن أبي عبيد إلى الهيثم بن الأسود، فركب إليه، وركبت معه، فأذن لأبي فدخل، ولم يلبث أن خرج، فقلت: يا أبه، ما الذي سألك عنه المختار؟ قال: يا بني، بينا أنا وهو نطوف بالكعبة إذ قال: ما يشاء رجل طريف مثلي أو مثلك يأكل الناس يحب أهل هذا البيت إلا فعل. فلما دخلت عليه قال: تذكر حديثاً تذاكرناه ونحن نطوف بالكعبة؟ قلت: نعم، قال: هل ذكرته لأحد؟ قلت: لا، قال: فانصرف راشداً، وإياك وذكره.
قال عبد الملك بن عمير: دخلوا على أبي العريان يعودونه، فقالوا: كيف تجدك؟ قال: أجدني ابيض مني