حاجبها، وكان فيه قصر، فوصلته بسير. قال: وما دخلت عليها في ساعة صلاة إلا وجدتها مصلية. وكان النساء يتعبدن مع أم الدرداء، فإذا ضعفن عن القيام في سلاتهن تعلقن بالحبال. قال إبراهيم بن أبي عبلة: رأيت أم الدرداء جالسة مع نساء المساكين في بيت المقدس، فجاء إنسان، فقسم بينهن فلوساً، فأعطى أم الدرداء فلساً، فقالت لجاريتها: اشتري لنا بهذا جروزاً، فقالت: أوليس صدقة؟ قالت: إنه إنما جاءنا عن غير مسألة.
الجروز: البقل.
وعن أم الدرداء قالت: إن أحدهم يقول: اللهم، ارزقني، وقد علم أن الله لا يمطر عليه ديناراً ولا درهماً، وبعضهم - يعني - يرزق من بعض، فإذا أتى أحدكم شيء فليقبل، فإن كان غنياً عنه فليضعه في ذي الحاجة من إخوانه، وإن كان إليه محتاجاً فليستعن به على حاجته، ولا يرد على الله تعالى رزقه الذي رزقه.
وعن أم الدرداء قالت: ولذكر الله أكبر، فإن صليت فهو من ذكر الله، وإن صمت فهو من ذكر الله، وكل خير تعمله فهو من ذكر الله، وكل شيء تحسنه فهو من ذكر الله، وكل شيء تحسنه فهو من ذكر الله، وأفضل ذلك تسبيح الله عز وجل.