للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال بشر بن عيسى: حدثني أبي قال: ازدحم الناس عشية في دار يوسف، وهم يتعشون، فدفع رجل من أهل الشام رجلاً بقائم سيفه. ورآه يوسف فضربه مائتين، وقال: يا بن اللخناء، تدفع الناس عن طعامي!؟ ودخل عبد أسود مقيد دار يوسف، والناس يأكلون، فدفعه رجل، ونظر إليه يوسف، فصاح به: دعه. فجلس يأكل مع الناس. ودعا بالأسود حين فرغوا، فأمر بحل قيده، وأمر رجلاً أن يشتريه، وقال للأسود: إن باعك مولاك فأنت لنا، وإن لم يرد بيعك فاحضر طعامنا كل يوم. وانطلق الرجل مع المقيد، فاشتراه، فأعتقه يوسف.

وقال الحجاج: حضرت طعام يوسف، فكنت أعتذر، فقال: يا حجاج، كل كما تأكل الرجال، قلت: إن غلامي جاءني بحبارى قد صاده، فأكلت منه، فقال للحاجب: لا أرى وجهه! فحجبت. وكلمت غير واحد ليشفع لي، فلم أكلم أحداً إلا قال: لا أتعرض ليوسف. فرفعت قصةً، وقعدت في أصحاب الحوائج، فلما دنوت قال: ما فعل الحبارى؟ قلت: لا آكل حبارى أبداً. فقال للحاجب: أعده كما كان. قال: فكنت أتجوع، وأحضر طعامه، فإذا رآني آكل ضحك.

لما قدم يوسف بن عمر العراق، فأتاهم خبره بخراسان بكى أبو الصيداء صالح بن طريف، فاشتد بكاؤه، وقال: هذا الخبيث، شهدته ضرب وهب بن منبه حتى قتله.

قال محمد بن جرير: قيل إن يزيد بن الوليد دعا مسلم بن ذكوان، ومحمد بن سعيد بن مطرف الكلبي، فقال لهما: إنه بلغني أن الفاسق يوسف بن عمر قد صار إلى البلقاء، فانطلقا فأتياني به. فطلباه فلم يجداه، فرهبا ابناً له، فقال: أنا أدلكما عليه؛ إنه انطلق إلى مزرعة له على ثلاثين ميلاً، فأخذها معهما خمسين رجلاً من جند البلقاء، فوجداه. وكان جالساً، فلما

<<  <  ج: ص:  >  >>