للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إني وإن كنت قد أسأت بي ال ... يوم لراج للعطف منك غدا

أستدفع الوقت بالرجاء وإن ... لم أر منكم ما أرتجي أبدا

أغرّ نفسي بكم وأخدعها ... نفسٌ ترى الغيّ فيكم رشدا

وسئل: هل يقع بين الإلفين تهاجر؟ فقال: يزاد رشدا، ثم أنشأ يقول: من الوافر

هجرتك لا قلىً مني ولكن ... رأيت بقاء ودك في الصدود

كهجر الحائمات الورد لمّا ... رأت أنّ المنية في الورود

وسئل عن قوله تعالى: " وللهِ على النَّاسِ حجُّ البيتِ "، فوصفه بصفة تضبط عنه، ثم قال: من الخفيف

لست من جملة المحبّين إن لم ... أجعل القلب بيته والمقاما

وطوافي إجالة السرّ فيه ... وهو ركني إذا أردت استلاما

قال أبو السري: وقفت يوم عيد على حلقة الشبلي، والناس عليه، فجاء حدثٌ من أولاد الوزراء حسن الوجه والزي، وكثر الناس. فلما رآه الشبلي قال: من نظر اعتباراً سلم، ومن نظر اختياراً فتن. ثم قال له: مر من عندي وإلا أخرق ثيابك.

قال أبو الحسن علي بن محمد بن أي صابر الدلال: وقفت على الشبلي قي قبة الشعراء في جامع المنصور والناس مجتمعون عليه، فوقف عليه في الحلقة غلام لم يكن ببغداد في ذلك الوقت أحسن وجهاً منه يعرف بابن مسلم، فقال له: تنح، فلم يبرح، فقال له الثانية: تنح يا شيطان عنا، فلم يبرح، فقال له الثالثة: تنح، وإلا والله خرقت كل ما عليك، وكان عليه ثياب في غاية الحسن تساوي جملة كبيرة. فانصرف الفتى.

<<  <  ج: ص:  >  >>