وإنما سرق إسحاق هذا البيت من العباس بن قطن الهلالي حيث يقول: من الطويل
قفي متعينا يا مليح بنظرة ... فقد حان منا يا مليح رحيل
أليس قليلاً نظرةٌ إن نظرتها ... إليك وكلاً ليس منك قليل
قال إسحاق بن إبراهيم الموصلي: استبطأني أبو زيد الكلابي، فقال: من الطويل
نزورك يا ابن الموصلي لحاجة ... ونفعك يا ابن الموصلي قليل
وفي غير هذه الرواية بيت ثانٍ وهو هذا:
فمالك عندي من فعالٍ أذمه ... ومالك ما يثنى عليك جميل
فأعتبته.
عن الناشئ قال: كتب علي بن هشام إلى إسحاق الموصلي يتشوقه، فكتب إليه إسحاق: وصل إلي منك كتاب يرتفع عن قدري، ويقصر عنه شكري، ولو ما قد عرفت من معانيه لظننت أن الرسول غلط بي وأراد غيري فقصدني، فأما ما ذكرت من التشويق واللوعة والتحريق فلولا ما حلفت عليه وصرفت الآلة إليه لقلت: من الكامل
يا من شكا عبثاً إلينا شوقه ... فعل المشوق وليس بالمشتاق
لو كنت مشتاقاً إلي تريدني ... ما طبت نفساً ساعةً بفراقي
وحفظتني حفظ الخليل خليله ... ووفيت لي بالعهد والمثياق
هيهات قد حدثت أمورٌ بعدنا ... وشغلت باللذات عن إسحاق
وأنشد جحظة لإسحاق بن إبراهيم التميمي، فقال: من البسيط
سقي نديمك أقداحاً معتقة ... قبل الصباح وأتبعها بأقداح
تريك من حسنها في خده حللاً ... ويترك الريق منه طعم تفاح