في الرمال، فأبلغوه سلام عمر، وسلام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: عرفني أمير المؤمنين وشهر باسمي، السلام على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللهم صل عليه وعلى آله، وهام على وجهه فلم يوقف له بعد ذلك على أثر دهراً، ثم عاد أيام علي فقاتل بين يديه فاستشهد في صفين أمامه، فنظروا فإذا عليه نيف وأربعون جراحة، من طعنة وضربة ورمية.
وروي عن ابن عمر قال: بينما النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بفناء الكعبة، إذ نزل عليه جبريل عليه السلام في صورة لم ينزل عليه مثلها قط، فقال: السلام عليك يا محمد، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ".
فقال: يا محمد إنه سيخرج في أمتك رجل يشفع فيشفعه الله في عدد ربيعة ومضر فإن أدركته فسله الشفاعة لأمتك فقال: " أي حبيبي، يا جبريل، ما اسمه وما صفته؟ " فقال: أما اسمه فأويس، وأما صفته وقبيلته في اليمن من مراد، وهو رجل أصهب، مقرون الحاجبين، أدعج العينين، بكفه اليسرى وضح أبيض، قال: فلم يزل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يطلبه فلم يقدر عليه، فلما احتضر النبي أوصي أبا بكر وأخبره بما قال له جبريل في أويس القرني:" فإن أنت أدركته فسله الشفاعة لك ولأمتي ".
فلم يزل أبو بكر يطلبه فلم يقدر عليه، فلما احتضر أبا بكر أوصى به عمر بن الخطاب وأخبره بما قال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: يا عمر إن أنت أدركته فسله الشفاعة لي ولك ولأمة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يزل عمر يطلبه حتى كان آخر حجةٍ حجها عمر وعلي بن أبي طالب، فأتيا رفاق اليمن، فنادى عمر بأعلى صوته: يا معشر الناس، هل فيكم أويس القرني؟ أعاد مرتين، فقام شيخ من بعض الرفاق، فقال: يا أمير المؤمنين نعم.
هو ابن أخ لي، هو أخمل أمراً، وأهون ذكراً من أن يسأل مثلك عن مثله.
وساق الحديث بمعنى الأحاديث المتقدمة إلى آخره، فقال أويس: جزاك الله خيراً يا عمر عن هذه الأمة، وأنت يا علي فجزاك الله خيراً عن هذه الأمة، تعيشان حميدين وتموتان فقيدين، فقالا له: أوصنا بحاجتك يرحمك الله، فقال لهم أويس: أوصيكما بتقوى الله والعمل بطاعته والصبر على ما أصابكما فإن ذلك من عزم الأمور، وأوصيكما أن تلقيا هرم بن حيان فتقرئاه مني السلام، وخبراه أني أرجو أن يكون رفيقي في الجنة.
قال: فودعاه ولم يزل عمر وعلي رضي الله عنهما يطلبان هرم بن