متعمم بثعبان، متقلداً سيفاً طوله عشرة أشبار في عرض شبر، أخضر النصل، يقطر منه الماء شبه الشرر، غمده من ذهب مرصع بصنوف الجوهر والياقوت الأحمر، منقوش عليه هذه الأبيات:" من السريع "
وأنت إن لم ترج أو تتقي ... كالميت محمولاً على نعشه
لا تنجش الشر فتصلى به ... فقل من يسلم من نجشه
وأخمد الشر فإن هجته ... فاحرص لأعدائك في جشه
للبحر أقراشٌ لها صولةٌ ... فاحذر على نفسك من قرشه
إذا طغى الكبش بشحم الكلى ... أدخل رأس الكبش في كرشه
وناطح الكبش له ساعةٌ ... تأخذه أنطح من كبشه
فكم نجا من يد أعدائه ... وميتٌ مات على فرشه
من يفتح القفل بمفتاحه ... نجا من التهمة في فشه
ونابش الموتى له ساعةٌ ... تأخذه أنبش من نبشه
والبغي صراعٌ له صولةٌ ... تستنزل الجبار عن عرشه
قال ابن المبارك: رئي لقمان يعدو خلف بخت نصر فراسخ، فقيل له: يا ولي الله تعدو خلف هذا الكافر؟ قال: لعلي أسأله في مؤمن فيجيبني فيه.
قال وهب: لما فعل بخت نصر ما فعل - يعني ما ذكر في ترجمة أرميا - قيل له: كان لهم صاحب يحذرهم ما أصابهم، ويصفك وخبرك لهم، ويخبرهم أنك تقتل مقاتلهم، وتسبي ذراريهم، وتهدم مساجدهم، وتحرق كنائسهم، فكذبوه، واتهموه، فضربوه، وقيدوه، وحبسوه، فأمر بخت نصر فأخرج أرميا من السجن، فقال له: أكنت تحذر هؤلاء القوم ما أصابهم؟