ولخدمك خير من علية قومه. فهب لي أسارى قومي، واسترهن بذلك شكري، فإنك من أشراف قحطان، وأنا من سروات عدنان.
فرفع عمرو بن الحارث رأسه إلى جارية كانت على رأسه قائمة فقالت: مثل ابن الفريعة فليمدح الملوك، ومثل زياد فليثن على الملوك.
وهذه القصيدة:
أسألت رسم الدار أم لم تسأل ... بين الجوابي فالبضيع فحومل
فالمرج مرج الصفرين فجاسم ... فديار بثنى درّساً لم تحلل
دار لقوم قد أراهم مرة ... فوق الأعزة عزّهم لم ينقل
لله درّ عصابة نادمتهم ... يوماً بجلّق في الزمان الأول
أولاد جفنة عند قبر أبيهم ... قبر ابن مارية الكريم المفضل
مارية: أمهم. المفضل: الذي يفضل ما ملك. ومعنى حول قبر أبيهم: أي هم آمنون، لا يبرحون ولا يخافون كما يخاف العرب، وهم مخصبون لا ينتجعون.
يسقون من ورد البريص عليهم ... برداً يصفّق بالرّحيق السّلسل
برداً: أراد ثلجاً. يصفق: يمزج. الرحيق: الخمرة البيضاء. السلسل: تنسل في الحلق تذهب ويروى: بردى - ممال - وهو نهر.
يسقون درياق المدام ولم تكن ... تغدو ولائدهم لنقف الحنظل
أي شرابهم في الأشربة بمنزلة الدرياق في الدواء. ولم تكن تغدو ولائدهم لنقف الحنظل: أي هم ملوك يخدمون، وهم في سعة، لا يحتاجون إلى ما يحتاج إليه العرب من نقف الحنظل وغيره.