فقال: أحسنت والله يا حماد، يا جارية: اسقيه، فسقتني شربة ذهبت بثلث عقلي، ثم قال: أعد، فأعدت، فاستخفه الطرب، حتى نزل عن فرشه، ثم قال للأخرى: اسقيه، فسقتني شربة فذهب ثلثا عقلي، فقلت: إن سقيت الثالثة افتضحت، ثم قال: سل حوائجك كائنة ما كانت، فقلت: إحدى الجاريتين، قال: هما لك بما عليهما من حلي وحلل، ثم قال للأولى: اسقيه، فسقتني شربة سقطت فلم أعقل حتى أصبحت، فإذا أنا بالجاريتين عند رأسي، وإذا خادم يقدم عشرة خدم مع كل واحدة بدرة، فقال: أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول لك: خذ هذه فانتفع بها في شأنك، فأخذتها والجاريتين وانصرفت.
قال حماد الراوية: كان لبيد بن ربيعة يثبت القدر في الجاهلية ومن قوله:
إنّ تقوى ربّنا خير نفل ... وبإذن الله ريثي وعجل
أحمد الله فلا ندّ له ... بيديه الخير ما شاء فعل
من هداه سبل الخير اهتدى ... ناعم البال ومن شاء أضل
ذكر أبو بكر الصولي أن حماد الراوية قرأ والغاديات صبحاً بالغين المعجمة وبالصاد؛ فسعي به إلى عقبة بن سلم.
وفي رواية: وإن بشاراً الأعمى سعي به إلى عقبة بن سلم، أنه يروي جل أشعار العرب، ولا يحسن