انتمى إلى تسعة آباء في الجاهلية، فكان عاشرهم في النار، وانتمى رجل إلى رجل في الإسلام وترك ما فوق ذلك فكان معه في الجنة.
وعن عمرو بن قيس قال: قيل لسلمان الفارسي: ما حسبك؟ قال: كرمي ديني، وحسبي التراب، ومن التراب خلقت، وإلى التراب أصير، ثم أبعث وأصير إلى الموازين، فإن ثقلت موازيني فما أكرم حسبي وما أكرمني على ربي يدخلني الجنة، وإن خفت موازيني فما ألأم حسبي وما أهونني على ربي ويعذبني إلا أن يعود بالمغفرة والرحمة على ذنوبي.
ومن شعر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: من الطويل
لعمرك ما الإنسان إلا بدينه ... فلا تترك التقوى اتكالاً على الحسب
فقد رفع الإسلام سلمان فارس ... وقد هجن الشرك الشريف أبا لهب
وعن قتادة كره أن يقول سلمان الفارسي ولكن سلمان المسلم.
وعن مسلم البطين. أن عمر رضي الله عنه جعل عطاء سلمان رضي الله عنه أربعة آلاف.
قال ثابت البناني:
كتب عمر بن الخطاب إلى سلمان أن زرني، قال فخرج سلمان إليه، فلما بلغ عمر قدومه قال لأصحابه: هذا سلمان قد قدم، فانطلقوا نتلقاه قال: فلقيه عمر فالتزمه وساءله، ثم رجعا إلى المدينة سلمان وعمر، فقال له عمر: يا أخي، أبلغك عن شيء تكرهه؟ لما أخبرتني به، قال: لولا أنك عزمت ما أخبرتك، بلغني عنك شيء كرهته: بلغني عنك أنك تجمع على مائدتك السمن واللحم، وبلغني أن لك حلتين، حلة تلبسها في أهلك، وحلة تخرج فيها، قال: هل غير ذا؟ قال: لا، قال: كفيت هذا. أظنه قال: لن أعود إليه أبداً.