للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن ابن عباس قال: قدم سلمان من غيبة له فتلقاه عمر فقال: أرضاك الله عبداً. قال: فزوجني. قال: فسكت عنه. قال: أترضاني لله عبداً ولا ترضاني لنفسك، فلما أصبح أتاه قوم عمر فقال: حاجة؟ قالوا: نعم. قال: وما هي إذاً تقضى؟ قالوا: تضرب عن هذا الأمر، يعنون خطبته إلى عمر فقال: أما والله ما حملني على هذا إمرته ولا سلطانه، ولكن قلت: رجل صالح عسى الله أن يخرج منه ومني نسمة صالحة. قال: فتزوج في كندة " الحديث.

وفي حديث غيره عن سلمان أنه تزوج امرأة من كندة فبنى بها في بيتها، فلما كان ليلة البناء مشى معه أصحابه حتى أتى بيت امرأته. فلما بلغ البيت قال: ارجعوا أجركم الله، ولم يدخلهم عليها كما فعل السفهاء، فلما نظر إلى البيت والبيت منجد قال: أمحموم بيتكم أم تحولت الكعبة في كندة؟؟ قالوا: ما بيتنا بمحموم ولا تحولت الكعبة في كندة، فلم يدخل البيت حتى نزع كل ستر في البيت غير ستر الباب، فلما دخل رأى متاعاً كثيراً فقال: لمن هذا المتاع؟ قالوا: متاعك ومتاع امرأتك، قال: ما بهذا أوصاني خليلي، أوصاني خليلي ألا يكون متاعي من الدنيا إلا كزاد الراكب، ورأى خدماًن فقال: لمن هذا الخدم؟ قالوا: خدمك وخدم امرأتك فقال: ما بهذا أوصاني خليلي، أوصاني خليلي ألا أمسك إلا من أنكح أو أنكح، فإن فعلت فبغين كان علي مثل أوزارهن من غير أن ينقص من أوزارهن شيء، ثم قال للنسوة اللاتي عند امرأته: هل أنتن مخرجات عني مخليات بيني وبين امرأتي؟ قلن: نعم، فخرجن، فذهب إلى الباب حتى أجافه وأرخى الستر، ثم جاء جلس عند امرأته، فمسح بناصيتها ودعا بالبركة فقال لها: هل أنت مطيعتي في شيء أمرك به؟ قالت: جلست مجلس من يطاع. قال: فإن خليلي أوصاني إذا اجتمعت إلى أهلي أن اجتمع على طاعة الله، فقام وقامت إلى المسجد فصليا لما بدا لهما، ثم خرجا فقضى منها ما يقضي الرجل من امرأته، فلما أصبح غداً عليه فقالوا: كيف وجدت أهلك؟ فأعرض عنهم، ثم أعادوا فأعرض عنهم، ثم أعادوا فأعرض عنهم ثم قال: إنما جعل الله الستور والجدر والأبواب ليوارى ما فيها، حسب كل امرئ منكم أن يسأل عما ظهر له فأما ما غاب عنه فلا

<<  <  ج: ص:  >  >>