للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ميمون بن مهران: جاء رجل على سلمان فقال: يا أبا عبد الله، أوصني. قال: لا تتكلم، قال: ما يستطيع من عاش بين الناس ألا يتكلم. قال: فإن تكلمت فتكلم بحق أو اسكت. قال: زدني قال: لا تغضب قال: أمرتني ألا أغضب، وأنه ليغشاني ما لا أملك، قال: فأن غضبت فاملك لسانك ويدك، قال: زدني قال: لا تلابس الناس قال: ما يستطيع من عاش في الناس ألا يلابسهم قال: فإن لابستهم فاصدق الحديث وأدّ الأمانة.

وعن سلمان قال: الناس ثلاثة: سامع فعاقل، وسامع فتارك، وسامع فعارف، ومن الناس حامل داء، ومنهم حامل شقاء، ومن الناس من إذا ذكرت الله عنده أعانك وأحبّ ذلك، وإن نسيت ذكرك، ومن الناس من إن ذكرت الله عنده لم يعنك، وإن نسيته لم يذكرك، فتواضع لله وتخشع، وخف الله يرفعك الله، وقل سلاماً للقريب والبعيد، فإن سلام الله لا يناله الظالمون، فإن رزقك الله علماً فابتغ إليه كي تعلم مما علمك الله، فإن مثل العلم الذي كمثل رجل حامل سراج على ظهر الطريق فكل من مر به يستبصر به، ويدعو له بالبركة والخير، وإن مثل علم لا يقال به كصنم نائم لا يأكل ولا يشرب.

وعن سفيان الثوري قال: قال سلمان الفارسي: إذا أظهرتم العلم وخزنتم العمل، وتحاببتم بالألسن وتباغضتم بالقلوب لعنكم الله فأصمتكم وأعمى أبصاركم.

وعن سلمان قال: مثل الرجل يلقى أخاه فيشكو إليه فيفرج عنه مثل اليدين تغسل إحداهما الأخرى.

وعن سلمان الفارسي قال: ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني: مؤمل الدنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وضاحك لا يدري أساخط عليه رب العالمين أم راض، وثلاث أحزنني حتى أبكينني:

<<  <  ج: ص:  >  >>