فراق محمد وحزبه، وهو المطلع، والوقوف بين يدي الله عزّ وجلّ، لا أدري إلى جنة يؤمر بي أم إلى نار.
وعن طارق شهاب الأحمسي عن سلمان الفارسي قال:
إذا كان الليل كان الناس منه على ثلاث منازل: فمنهم من له ولا عليه، ومنهم من لا له ولا عليه، ومنهم من عليه ولا له. قال طارق: فعجبت لحداثة سني وقلة فهمي فقلت: يا أبا عبد الله، وكيف ذلك؟ قال: أما من له ولا عليه فرجل اغتنم غفلة الناس وظلمة الليل فتوضأ وصلى، فذلك له ولا عليه، ورجل اغتنم غفلة الناس وظلمة الليل يمشي في معاصي الله عزّ وجلّ فذلك عليه ولا له، ورجل نام حتى أصبح فذلك لا له ولا عليه. قال طارق: فقلت: لأصحبن هذا فلا أفارقه، فضرب على الناس بعث، فخرج فيه فصحبته، فكنت لا أفضله في عمل، إن أنا عجنت خبز، وإن خبزت طبخ، فنزلنا منزلاً فبتنا فيه، وكانت لي ساعة من الليل أقومها، فكنت أتيقظ لها فأجده نائماً فأنام، فأقول: صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خير مني نائم، فأنام، ثم أقوم فأجده نائماً فأنام، إلا أنه كان إذا تعار من الليل قال وهو مضطجع: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، حتى إذا كان قبيل الصبح قام فتوضأ، ثم ركع ركعات، فلما صلينا الفجر، قلت يا أبا عبد الله، كانت لي ساعة من الليل أقومها، وكنت أتيقظ لها فأجدك نائماً، فأقول: صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خير مني نائم، فأنام، قال: يا بن أخي فأيش كنت تسمعني أقول؟ فأخبرته. فقال: يا بن أخي، تلك الصلاة، إن الصلوات الخمس كفارات لما بينهن ما اجتنبت المقتل، يا بن أخي عليك القصد فإنه أبلغ.
قال سعيد بن وهب: دخلت مع سلمان على صديق له يعوده فقال: إن الله إذا أبتلى عبده المؤمن بشيء من البلاء، ثم عافاه كان كفارة لما مضى، ومستعيناً فيما بقي، وإن الفاجر إذا أصابه الله