للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على شيء إلا أخلقاه، وفي الموت راحة للمؤمنين ثم قرأ: " وما عند الله خير للأبرار " توفي أبو حازم سنة خمس وثلاثين ومئة. وقيل: ما بين الثلاثين إلى الأربعين ومئه. وقيل توفي سنة أربعين ومئة. وقيل: توفي سنة ثلاث وثمانين ومئة.

رأى أبو حازم أنه في الجنة. قال: فلم أفقد أحداً من إخواني إلا عوف بن يزيد فقلت: فأين عوف ين يزيد؟ قالوا: وأين عوف؟! رفع بحسن خلقه الذي تعرف.

قال سليمان بن سليمان العمري: رأيت أبا جعفر القاري على الكعبة فقلت له: أبا جعفر، قال: نعم، أقرئ أبا حازم السلام، وقل له: يقول لك أبو جعفر: الكيس الكيس فإن الله وملائكته يتراءون مجلسك بالعشيات.

خرج أبو حازم يرمي بالجمار، ومعه قوم متعبدون، وهو يكلمهم ويحدثهم، ويقص عليهم، فبينا هو يمشي، وأولئك معه، إذ نظروا إلى فتاة مستترة بخمارها، وهي التي ليس على نحرها منه شيء ترمي الناس بطرفها يمنة ويسره، وقد شغلت الناس، وهم ينظرون إليها مبهوتين، وقد خبط بعضهم بعض في الطريق، فرآها أبو حازم فقال: يا هذه، اتقي الله، إنك في مشعر من مشاعر الله عظيم، وقد فتنت الناس، فاضربي بخمارك على جيبك، فإن الله تعالى يقول: " وليضربن بخمرهن على جيوبهن " فأقبلت تضحك من كلامه وقالت: أني والله يا أفرز من الطويل

من اللائي لم يحججن يبغين حسبة ... ولكن ليقتلن البريء المغفلا

فأقبل أبو حازم على أصحابه فقال: يا هؤلاء، تعالوا ندعو الله لا يعذب هذه الصورة الحسناء بالنار. فجعل يدعو وأصحابه يؤمنون.

كتب أبو حازم الأعرج إلى الزهري: عافانا الله وإياك أبا بكر من الفتن، ورحمك من النار، فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك بها أن يرحمك بها. أصبحت شيخاً كبيراً قد

<<  <  ج: ص:  >  >>