صوته: يا بني قيلة، هذا صاحبكم قد جاء. فخرجوا فإذا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه الثلاثة، فبعث الرجّة في بني عمرو بن عوف والتكبير، وتلبس المسلمون السلاح. فلما انتهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى قباء جلس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقام أبو بكر يذكر الناس. وجاء المسلمون يسلمون على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ونزل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على كلثوم بن الهدم وهو الثبت عندنا ولكنه كان يتحدث مع أصحابه في منزل سعد بن خيثمة، وكان يسمى منزل العزّاب، فلذلك قيل نزل على سعد بن خيثمة. قالوا: وأقام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببني عمرو بن عوف يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس. وخرج يوم الجمعة فجمّع في بني سالم، ويقال: أقام ببني عمرو بن عوف أربع عشرة ليلة. فلما كان يوم الجمعة ارتفاع النهار دعا براحلته، وحشد المسلمون وتلبسوا السلاح، وركب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ناقته القصواء، والناس معه عن يمينه وشماله، فاعترضته الأنصار، لا يمر بدارٍ من دورهم إلا قالوا: هلمّ يا نبي الله إلى القوة والمنعة والثروة فيقول لهم خيراً، ويدعو لهم ويقول: إنها مأمورة. فلما أتى مسجد بني سالم جمّع بمن كان معه من المسلمين وهم مئة. قالوا: ثم ركب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ناقته وأخذ عن يمين الطريق حتى جاء بلحبلى ثم مضى، حتى انتهى إلى المسجد، فبركت عند مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجعل الناس يكلمون رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النزول عليهم، وجاء أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب فحط رحله وأدخله منزله، فجعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: المرء مع رحله، وجاءه أسعد بن زرارة فأخذ بزمام راحلة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكانت عنده. وهذا الثبت.
قال زيد بن ثابت: فأول هدية دخلت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في منزل أبي أيوب هدية دخلت بها أنا، قصعة مثرودة: خبز وسمن ولبن، أرسلت بهذه القصعة أمي، فقال: بارك الله فيك، ودعا أصحابه، فأكلوا فلم أرم الباب حتى دخلت قصعة سعد بن عبادة: ثريد وعراق، وما كان من ليلة إلا وعلى باب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثلاثة والأربعة يحملون الطعام،