ألا أبلغ بني عمّي رسولاً ... ففيم الكيد فينا والإمار
وسائل في جموع بني عليٍّ ... إذا كثر التّناشد والفخار
بأنّا لا نقرّ الضّيم فينا ... ونحن لمن توسّمنا نضار
متى نقرع بمروتكم نسؤكم ... وتظعن من أماثلكم ديار
مجازيل العطاء إذا وهبنا ... وأيسارٌ إذا جبّ القتار
ونحن الغافرون إذا قدرنا ... وفينا عند غدوتنا انتصار
ولم نبدأ بذي رحم عقوقاً ... ولم توقد لنا بالغدر نار
وإنّا والسوابح يوم جمع ... بأيديها وقد سطع الغبار
لنصطبرن لأمر الله حتى ... يبيّن ربّنا أين الفرار
قال معاوية: يا بن أخي هذه بتلك، قال: وإنما قالت ذلك في قتل أبي أزيهر تعيّر به أبا سفيان بن حرب. وكان أبو أزيهر صهر أبي سفيان، وكان يدخل ثمّ في جوار أبي سفيان، فقتله هشام بن الوليد، فعيّر به حسان بن ثابت في قوله: من الطويل
غدا أهل حضني المجاز بسحرةٍ ... وجار ابن حربٍ بالمغمّس لا يغدو
كساك هشام بن الوليد ثيابه ... فأبل وأخلق مثلها جدداً بعد
قضى وطراً منه فأصبح ماجداً ... وأصبحت رخواً ما تخبّ ولا تعدو
فما منع العير الضّروط ذمارة ... وما منعت مخزاة والدها هند