وفي رواية: إن القدر سريرة الله، فلا تسألوا عن سريرة الله.
وقال في الحديث عن عزير: إنه زجره فلم يزدجر، فقال الله تعالى:" يا عزير تريد أن تسألني عن أصل علمي؟، فوعزتي لأمحونّ اسمك من النبوة ". قال: فعاقبه الله تعالى فمحا اسمه من النبوة؛ فلم يذكر مع الأنبياء. قال: ثم لم يكفّ فقال: يا رب، اشتبه علي أمري! فبعث الله إليه ملكاً فقال: يا عزير، إن الله يقول:" وما الذي اشتبه عليك؟ " قال: يا رب، تسليطك على بني إسرائيل وهم أبناء أنبيائك وأصفيائك عبدة النيران، فقتلوا وسبوا وحرقوا بيت المقدس بيتك الذي اخترته لنفسك، وحرقوا كتابك الذي جاء به موسى، فكيف هذا يا رب؟ فقال له الملك: يا عزير، إن الله جل ثناؤه يقول:" اسكت، وما أنت وذاك؟! " فقال للملك: اشفع لي إلى الله، فقال الملك: يا عزير، أنت فتعبّد وسل ربك. قال: فتعبد أربعين يوماً ثم سأل ربه؛ فأوحى الله إليه:" يا عزير، إن بني إسرائيل قتلوا أنبيائي وانتهكوا محامي؛ فسلطت عيهم من لا يرجو ثوابي ولا يخاف عقابي، يكون أبلغ لي منهم في العقوبة، فمن ثمّ سلطت عليهم بختنصر وعبدة النيران.
قال: يا رب إنك حكم عدل، وأنت لا تجور، فكيف عذبت العامة بذنب الخاصة، والأصاغر بذنب الأكابر، فكيف هذا يا رب؟ فقال الله تعالى: " يا عزير، اخرج إلى فلاة من الأرض، يأتيك أمري ".
قال: فخرج فأتاه ملك فقال: يا عزير إن ربك يقول: " أتستطيع أن ترد يوم أمس؟ " قال: لا، قال: " فتستطيع أن تصرّ صرة من الشمس؟ " قال: لا، قال: " فتستطيع أن تكيل مكيالاً من نور؟ " قال: لا، قال: " فتستطيع أن تزن مثقالاً من الريح؟ " قال: لا، قال: " فتستطيع أن تجيء بحصاة من البحر السابع من قعره؟ " قال: فكذلك لا تستطيع أن تعلم أصل علمي ". ثم سلط الله عليه الشمس حتى صمحته من فوق رأسه، وسلط عليه الرمضاء من تحت رجليه حتى بلغ مجهوده وأيقن بالهلاك، فظن أنها عقوبة الذي سأل،