للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا الأصول تهشّمت فلقلّما ... يبقى على أغصانها ما يثمر

من ذا يرى شجراً تجذّ عروقها ... ويغرّه ورقٌ عليها أخضر

قد كنت تكثر في الحياة تعجبي ... ولمّا بدا لي عند موتك أكثر

فرأيت رضوى وهو يستر بالثّرى ... والبحر في بحر المنية يغمر

ولربّما غمرت هباتك معشراً ... حاروا بها أن يعرفوا أو ينكروا

فغدت عيونهم تحول تفرّساً ... في جعفرٍ فكأنّما هو جعفر

يا برمكيّ الجود إلاّ أنه ... قلبٌ ويحيى كسروي أحمر

لا أدعي بكما السّواء وإنما ... عودٌ صميميٌّ وعود أحور

يا من تنزّل من صليبة قومه ... وسطاً بحيث يناط منها الأبهر

يا من تتيه به مساعيه كما ... يزهى بتيجان الملوك الجوهر

يا من له صدر النّديّ إذا اجتبى ... وله إذا عدّ الكرام الخنصر

ما لي وللّيل البهيم يهيجني ... ويسوقني وجه الصباح المسفر

عجباً لمعمور الفناء أنيسه ... كيف اطمأنّ به العراء المقفر

ولعفر خدّك بالتراب وطالما ... عبق العبير به وصال العنبر

ماذا على بلدٍ وقبرك جاره ... ألاّ يمرّ به السحاب الممطر

فلقد تضمّن راحةً يجري بها ... ماء النّدى فتفيض منه أبحر

أتزورني في النوم زورة عاتبٍ ... تبدي إليّ من الرّضا ما تضمر

وجه تريد به القطوب وبشره ... يطفو على ماء الحياء فيظهر

وتقول لي قولاً يذيب بحرّه ... قلباً يكاد من الصّبابة يقطر

تمضي بباب الدار غير مسلّمٍ ... فترى بها أثري فلا تستعبر

من أين لي من بعد يومك مقلةٌ ... تجري عليك دموعها أو تبصر

<<  <  ج: ص:  >  >>