للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذ يقولون: أرضيت العداة بنا ... لا، بل قدحت بزند غير صلاّد

ولا كردّك مالي بعدما كربت ... تبدي الشّماتة أعدائي وحسّادي

فإن قدرت علي يوم جزيت به ... والله يجعل أقواماً بمرصاد

فلمّا بلغ زفر قوله قال: لا قدرت على ذلك اليوم. وقال يمدحه في أخرى: من الوافر

ومن يكن استسلام إلى ثويّ ... فقد أحسنت يا زفر المتاعا

أكفر بعد دفع الموت عنّي ... وبعد عطائك المئة الرّتاعا

فلم أر منعمين أقلّ منّاً ... وأكرم عندما اصطنعوا اصطناعا

من البيض الوجوه بني نفيل ... أبت أخلاقهم إلاّ اتّساعا

بني القرم الذي علمت معدّ ... تفضّل فوقهم حسباً وباعا

وهو يقول في كلمة أخرى: من البسيط

إنّا محيّوك فاسلم أيّها الطّلل ... وإن بليت وإن طالت بك الطّيل

والنّاس من يلق خيراً قائلون له ... ما يشتهي، ولأمّ المخطىء الهبل

قد يدرك المتأنّي بعض حاجته ... وقد يكون مع المستعجل الزّلل

أمّا قريش فلن تلقاهم أبداً ... إلاّ وهم خيرمن يحفى وينتعل

قوم هم أمراء المؤمنين وهم ... رهط النّبيّ فما من بعده رسل

وفيها يقول:

وما هواي لتسليم على دمن ... بالغور غيّرهنّ الأعصر الأول

فهنّ كالحلل الموشيّ ظاهرها ... أو كالكتاب الذي قد مسّه بلل

كانت منازل بالغور منّا ما يجهمنا ... حتى تحلل دهر محيل حيل

والعيش لا عيش إلاّ ما تقرّبه ... عين ولا حال إلاّ سوف ينتقل

<<  <  ج: ص:  >  >>