أبي الدرداء. وعند سلمان الفارسي، وعند عبد الله بن مسعود، وعند عبد الله بن سلام الذي كان يهودياً فأسلم، فإني سمعت رسول الله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: عاشر عشرة في الجنة.
قال مرة بن شراحيل: كان عبد الله بن مسعود يقول: علماء الناس ثلاثة: واحد بالعراق، وآخر بالشام يعني أبا الدرداء يحتاج إلى الذي بالعراق يعني نفسه والذي بالشام والعراق يحتجان إلى الذي بالمدينة - يعني علي بن أبي طالب - ولا يحتاج إلى واحد منهما.
قال أبو ذر لأبي الدرداء: ماحملت ورقاء، ولا أظلت خضراء، أعلم يا أبا الدرداء.
قال مسروق: وجدت علم أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انتهى إلى ستة: عمر، وعلي، وأبين وزيد، وأبي الدرداء، وعبد الله بن مسعود، ثم انتهى علم هؤلاء الستة إلى علي وعبد الله.
وكان أبو الدرداء من العلماء والحكماء. قال القاسم بن محمد: كان أبو الدرداء من الذين أوتوا العلمز كان عبد الله بن عمر يقول: حدثونا عن العاقلين. فيقال له: من العاقلان؟ فيقول: معاذ وأبو الدرداء.
دخل أبو الدرداء مالاً له ومعه ناسٌ من أصحابه، فطافوا فيه، فلما خرجوا قالوا: ما رأينا كاليوم مالاً أحسن! قال: فإني أشهدكم أن ما خلفت خلف ظهري في سبيل الله، وأن ذلك إليى أمير المؤمنين يضعه حيث رأى. ثم أتى عمر فاستأذن في أن يأتي الشام فقال: لا آذن لك إلا أن تعمل؛ قال: فإني لا أعمل، قال فإني لا آذن لك، قال: فأنطلق فإعلم الناس سنة نبيهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصلي بهم؛ فأذن له، فكان الناس في الصيف يتفرقون في المغزي، فإذا كان الشتاء اجتمعوا في المشتى فصلى بهم أبو الدرداء.
فخرج عمر إلى الشام وقد اجتمعوا في المشتى، فلما كان قريباً منهم أقام حتى أمسى،