فلما جنة الليل قال: يا يرفأ، انطلق إلى يزيد بن أبي سفيان، أبصره، عنده سمار ومصباح، مفترشاً ديباجاً وحريراً من فيء المسلمين، فتسلم عليه، فيرد عليك، وتستأذن فلا يأذن لك حتى يعلم من أنت - فذكر جويرية كراهيته ولم يحفظ أبو محمد لفظه - قال: فانطلقا حتى انتهيا إلى بابه، فقال: السلام عليكم، فقال: وعليكم السلام قال: أدخل؟ قال: ومن أنت؟ قال يرفأ: هذا من يسوؤك، هذا أمير المؤمنين. ففتح الباب، فإذا سمار ومصباح، وإذا هو مفترش ديباجاً وحريراً، قال: با يرفأ، الباب الباب؛ ثم وضع الدرة بين أذنيه ضرباً، وكور المتاع فوضعه في وسط البيت، ثم قال للقوم: لا يبرح أحدٌ حتى أرجع إليكم.
ثم خرجنا من عنده، فقال: يا يرفأ، انطلق بنا إلى عمرو بن العاص، أبصره، عنده سمار ومصباح، مفترشاً ديباجاً من فيء المسلمين فتسلم عليه، فيرد عليك، وتستأذن عليه فلا يأذن لك حتى يعلم من أنت - فذكر جويرية مشقة ذلك على عمر، وذكر خلفه واعتذاره - قال: فانتهينا إلى بابه، فقال عمر: السلام عليكم، قال: وعليك السلام، قال: أدخل؟ قال: ومن أنت؟ قال يرفأ: هذا من يسوؤك، هذا أمير المؤمنين. قال: ففتح الباب، فإذا سمار ومصباح، وإذا هو مفترش ديباجاً وحريراً، قال: با يرفأ، الباب الباب؛ ثم وضع الدرة بين أذنيه ضرباً، فجعل عمرو يحلف، ثم كور المتاع فوضعه في وسط البيت، ثم قال للقوم: لا تبرحوا حتى أعود إليكم.
فخرجنا من عنده، فقال: يا يرفأ، انطلق بنا إلى أبي موسى، أبصره، عنده سمارٌ ومصباح، مفترشاً صوفاً من مال فيء المسلمين فتستأذن عليه فلا يأذن لك حتى يعلم من أنت، قال: فانطلقنا إليه وعنده سمارٌ ومصباح، مفترشاً صوفاً، فوضع الدرة بين أذنيه ضرباً وقال: أنت أيضاً يا أبا موسى! قال: يا أمير المؤمنين، هذا وقد رأيت ما صنع أصحابي، أما والله لقد أصبت مثل ما أصابوا، قال فما هذا؟ قال: زعم أهل البلد أنه