للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاء رجلٌ إلى أبي الدرداء فقال: أوصني، قال: اذكر الله في السراء يذكرك في الضراء، وإذا ذكرت الموتى فاجعل نفسك كأحدهم، وإذا أشرفت نفسك على شيءٍ من الدنيا فانظر إلى ما تصير.

وعن أبي الدرداء قال: اعبدوا الله كأنكم ترونه، وعدوا أنفسكم في الموتى، واعلموا أن البر لا يبلى وأن الإثم لا ينسى، واعلموا أن قليلاً يكفيكم خيرٌ من كثيرٍ يلهيكم.

زاد في آخر: وإياك ودعوة المظلوم - فكنا نتحدث أن دعوة المظلوم تصعد إلى السماء.

وفي آخر: وإياك ودعوات المظلوم، فإنهن يصعدن إلى الله عز وجل كأنهن شراراتٌ من نار.

قال أبو الدرداء: من لم يعرف نعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قل علمه وحضر عذابه.

وعن أبي الدرداء قال: ماتصدق مؤمن بصدقةٍ أحب إلى الله من موعظةٍ يعظ بها قوماً يقوم بعضهم وقد نفعه الله بها.

كتب أبو الدرداء إلى رجلٍ من إخوانه خاف عليه حب ولده: أما بعد يا أخي، فإنك لست في شيءٍ من الدنيا إلا وقد كان له أهل قبلك، وسيكون له أهل بعدك، وإنما تجمع لمن لا يحمدك، ويصير إلى من لا يعذرك، وإنما تجمع لأحد رجلين: إما محسن فيسعد بما شقيت له؛ وإما مفسد فيشقى بما جمعت له؛ وليس واحدٌ منهما بأهلٍ أن تؤثره على نفسك، ولا تبرد له على ظهرك؛ فثق لمن مضى منهم برحمة الله ولمن بقي منهم برزق الله والسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>