ومن ذكرك بسوءٍ فلا تذكره، ودع ذلك قرضاً لك عليه ليوم الجزاء والقصاص. ومنه قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وضع الله الحرج إلا من اقترض من عرض أخيه شيئاً فذاك الذي حرج وهلك. أراد أن الله قد وضع عنكم الضيق في الدين وفسح لكم فلا حرج إلا مما تنالون من أعراض المسلمين.
قال أبو الدرداء لرجل: هب عرضك لله عز وجل، فمن سبك أو شتمك أو قاتلك فدعه لله، وإذا أسأت فاستغفر الله.
وعن أبي الدرداء قال: ما أمسيت ليلةً وأصبحت، لم يرمني الناس فيها بداهية إلا رأيتها نعمة من الله علي عظيمة.
وعن أبي الدرداء أنه دخل المدينة فقال: مالي لا أرى عليكم يا أهل المدينة حلاوة الإيمان؟ والذي نفسي بيده، لو أن دب الغابة طعم طعم الإيمان لرأى عليه حلاوة الإيمان.
وعن أبي الدرداء أنه قال: ما أمن أحدٌ على إيمانه إلا سلبه.
وعن جبير بن نفير أنه سمع أبا الدرداء وهو في آخر صلاته وقد فرغ من التشهد يتعوذ بالله من النفاق، فأكثر من التعوذ منه، قال فقال له جبير: مالك يا أبا الدرداء أنت والنفاق؟ قال دعنا عنك، دعنا عنك، فوالله إن الرجل ليقلب عن درينه في الساعة الواحدة فيخلع منه.
قالت أم الدرداء: كان أبو الدرداء إذا مات الرجل على الحال الصالحة قلت هنيئاً له!