وعبد أمك وقال فيكما بقولي أن أجعلهم جيرانك في الدار، ورفقاءك في المنازل، وشركاءك في الكرامة؛ وقضيت يوم خلقت السماوات والأرض أنه من اتخذك وأمك إلهين من دون الله أن أجعلهم في الدرك الأسفل من النار؛ وقضيت يوم خلقت السماوات والأرض أني مسبب هذا الأمر على يدي محمد، وأختم به الأنبياء والرسل، ومولده بمكة، ومهاجره بطيبة، وملكه بالشام، وليس بفظ ولا غليظ، ولا سخابٍ في الأسواق، ولا متزينٍ بالفحش، ولا قوال بالخنا، أسدده لكل أمرٍ جميل، وأهب له كل خلقٍ كريم، أجعل التقوى ضميره، والحكمة معقوله، والوفاء طبيعته، والعدل سيرته؛ والحق شريعته، والإسلام ملته، واسمه أحمد، أهدي به بعد الضلالة، وأعلم به بعد الجهالة، وأغني به بعد العايلة، وأرفع به بعد الضعة، أهدي به وأفتح به من ىذانٍ صم، وقلوبٍ وأهواء مختلفةٍ متفرقة، أجعل أمته خير أمة أخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر، إخلاصاً لا سمي وتصديقاً لما جاءت به الرسل، ألهمهم التسبيح والتهليل والتقديس في مساجدهم ومجالسهم وبيوتهم ومتقلبهم ومثواهم، يصلون لي قياماً وقعوداص وركعاص وسجداً، ويقاتلون في سبيلي صفوفاص وزحوفاً، قربانهم دماؤهم، وأناجيلهم في صدورهم، وقربانهم في بطونهم، رهبانٌ بالليل، ليوثٌ بالنهار، ذلك فضلي أوتيه من أشاء، وأنا ذو الفضل العظيم.
قال وهب بن منبه: كان دعاء بن مريم الذي يدعو به للمرضى والزمن والعميان والمجانين: اللهم أنت إله من في السماء وإله من في الأرض، لا إله فيهما غيرك، وأنت جبار من في السماء وجبار من في الأرض، لا جبار فيهما غيرك، وأنت ملك من السماء وملك من في الأرض، لا ملك فيهما غيرك، قدرتك في الأرض كقدرتك في السماء، وسلطانك في الأرض كسلطانك في السماء، أسألك باسمك الكريم ووجهك المنير وملكك القديم إنك على كل شيءٍ قدير.
قال وهب: هذا للفزع والمجنون، يقرأ عليه ويكتب له ويسقي ماءه إن شاء الله.