كان عيسى بن مريم إذا أراد أن يحيي الموتى صلى ركعتن يقرأ في الأولى " تبارك الذي بيده الملك " وفق الثانية " تنزيل " السجدة، فإذا فرغ مدح الله وأثنى عليه ثم دعا بسبعة أسماء: يا قديم! يا حي! يا دائم! يا فرد! يا وتر! يا أحد! يا صمد! قال البيهقي: ليس هذا بالقوي.
وعن هلال بن خباب قال:
سألت بنو إسرائيل عيسى بن مريم عليه السلام فقالوا: يا روح الله وكلمته، إن سام بن نوح دفن هاهنا قريباً، فادع الله أن يبعثه، قال: فهتف نبي الله فلم ير شيئاً فقال: أتتعنتوني!؟ فقالوا: ما نتعنتك، لقد دفن ها هنا قريباً، فهتف نبي الله فخرج أشمط، قالوا: يا نبي الله! إنه مات وهو شاب، فما هذا البياض؟ فسأله فقال: ظننت أنها الصيحة ففزعت، قالوا: دعه يكن فينا، قال: كيف يكون فيكم وقد نفد رزقه!.
وحدث جماعة عن عبر عيسى وقصته، وما كان من الآيات والعجائب، وزاد بعضهم عن بعض قالوا: إن أول من أحيا عيسى بن مريم من الموتى حين قال لهم " إني أخلق من الطين " بإذن الله " وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم " فتعاظم ذلك عند الكفار والمنافقين فأنكروه، وازداد المؤمنون بذلك إيماناً؛ فكانت اليهود تجتمع إليه في ذلك ويستهزئون به ويقولون له: يا عيسى، ما أكل فلان البارحة وما ادخر في بيته لغدٍ؟ فيخبرهم، فيسخرون منه حتى طال ذلك به وبهم، وكان عيسى ليس له قرار ولا موضع يعرف، إنما هو سائح في الأرض فمر ذات يوم بامرأةٍ قاعدةٍ عند قبرٍ وهي تبكي فقال لها: ما لك أيتها المرأة؟ فقالت: ماتت ابنة لي لم يكن لي ولد غيرها، وإني عاهدت ربي أن لا أبرح من موضعي هذا حتى أذوق ما ذافت من الموت، ولا أبرح من موضعي أو يبعثها الله لي فأنظر إليها أو أحشر معها من موضعي، لو يحييها الله لي فأنظر إليها، فقال عيسى: إن نظرت إليها أراجعةٌ أنت؟ قالت: نعم،