للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترى الرجل النحيف فتزدريه ... وتحت ثيابه أسدٌ يزيز

ويعجبك الطرير فتختبره ... فيخلف ظنك الرجل الطرير

وما عظم الرجال لها بزين ... ولكن زينها كرم وخير

فقد عظم البعير بغير لب ... فلم يستغن بالعظم البعير

يصرفه الصبي بكل وجه ... ويحمله على الخسف الجرير

شرار الأسد أكثرها زئيراً ... وخبرتها اللواتي لا تزيز

بغاث الطير أكثرها فراخاً ... ولأم الصقر مقلاةٌ نزور

فقال له عبد الملك: إن كنا أسأنا لك اللقاء فلسنا نسيء لك الثواب، فاذكر حاجتك، فقال: تزوجني عزة. فأحضر أهلها وأمرهم بتزويجه إياها، فقالوا: هذه امرأة بالغ، فعرض عليها التزويج به، فقالت: بعد ما شهرني في العرب وشبب بي فأكثر ذكري، ما إلى هذا سبيل. فقال فإذ أبيت هذا وكرهته فاكشفي وجهك. فثقل ذلك عليها، ثم فعلت ومضت مكشوفة الوجه إلى بعض حجر عبد الملك، فدخلت الحجرة ونظرت إلى كثير مغضبة، فقال بعض من حضرها جنت جنت. فأنشأ كثير يقول: من الطويل

أصاب الردى من كان لك الردى ... وجن اللواتي قلن عزة جنت

فهن لأولى بالجنون وبالخنا ... وبالسيئات ماحيين وحيت

ولما رأت من حولها نقص الحيا ... رمتني بباقي وصلها ثم ولت

فصدت كذات البو تتبع سقرها ... فلما قضت يأساً من البر حنت

<<  <  ج: ص:  >  >>