أسيئي بنا أو أحسني لا ملولةٌ ... لدينا ولا مقلية إن تقلت
فحلفت أن لا تكلم كثيراً سنةٌ، فلما انصرفت من الحج بصرت بكثير وهو على جمله يخفق نعاساً، فضربت رجله بيدها وقالت: كيف أنت ياجمل؟ فأنشأ كثير يقول: من البسيط
حيتك عزة يوم البين وانصرفت ... فحي ويحك من حياك ياجمل
لو كنت حييتها مازلت ذا مقةٍ ... عندي وما مسك الإدلاج والعمل
ليت التحية كانت لي فأبدلها ... مكان ياجملٌ حييت يا رجل
فحن من جزعٍ إذ قلت ذاك له ... ورام تكليمها لو تنطق الإبل
دخلت عزة أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز فقالت لها: يا عزة ما قول كثير: من الطويل
قضى كل ذي دينٍ علمت غريمه ... وعزة ممطول معنى غريمها
ما كان هذا الدين؟ قالت: كنت وعدته ثم إني خرجت منها، فقالت: أنجزيها له وعلي إثمها.
أرادت عزة أن تعرف ما لها عند كثير، فتنكرت له ومرت به متعرضة، فاتبعها وكلمها فقالت له: فأين حبك عزة؟ فقال: أنا الفداء لك لو أن عزة أمةً لي لوهبتها لك، قالت: ويحك! لاتفعل، فقد بلغني أنها لك في صدق المودة ومحض المحبة على حسب الذي كنت تبدي لها من ذلك. وبعد فأين قولك: من الطويل
إذا وصلتنا خلة كي تزيلنا ... أبينا وقلنا الحاجبية أول