للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل بيتٍ جيد فعلمت أنه يعلم الشعر، وكان ذلك أعجب إلى من جميع ما وصلني به، وكان أول ما اهتز له حين بلغت قولي:

وقد قلت للمعلمي إلى المجد طرفه ... دع المجد فالفتح بن خاقان شاغله

أطل بنعماه فمن ذا يطاوله ... وعم بجدواه فمن ذا يساجله

أمنت به الدهر الذي كنت أتقي ... ونلت به القدر الذي كنت آمله

ولما حضرنا سدة الإذن أخرت ... رجالٌ عن الباب الذي أنا داخله

فأفضيت من قربٍ إلى ذي مهابةٍ ... أقابل بدر الأفق حين أقابله

فسلمت واعتاقت جناني هيبةً ... تنازعني القول الذي أنا قائله

فلما تأملت الطلاقة وانثنى ... إلى ببشرٍ أنستني مخايله

ذنوت فقبلت الثرى من يد امرئٍ ... جميلٍ محياه سباط أنامله

صفت مثلما تصفو المدام خلاله ... ورقت كما رق النسيم شمائله

فلما فرغت سره ما سمع، وأمر لي بخمسة آلاف درهم وقال: أمير المؤمنين يخرج إلى المصلى الفطر ويخطب، فاعمل شعراً تنشده إياه إذا رجع. فلما جاء الفطر وركب ورجع أوصلني إليه، فدخلت فأنشدته: من الطويل فلما بلغت قولي:

وحال عليك الحول بالفطر مقبلاً ... فباليمن والإقبال قابلك الفطر

لعمري لئن زرت المصلى بجحفلٍ ... يرفرف في أثناء راياته النصر

عليك ثياب المصطفى ووقاره ... وأنت به أولى إذا حصحص الأمر

<<  <  ج: ص:  >  >>