وقال الفضيل: لو حلفت أني مراءٍ أحب إلي من أن أحلف أني لست بمراء.
وقال: ترك العمل لأجل الناس هو الرياء، والعمل لأجل الناس هو الشرك.
وقال أبو علي الرازي: صحبت الفضيل ثلاثين سنة ما رأيته ضاحكاً ولا مبتسماً إلا يوم مات ابنه علي! فقلت له في ذلك، فقال: إن الله أحب أمراً فأحببت ذلك.
وقال ابن مبارك: إذا مات الفضيل ارتفع الحزن.
وقال الفضيل: إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق حماري وخادمي.
وكان عبد الله بن المبارك يقول: رأيت أعبد الناس، ورأيت أورع الناس، ورأيت أعلم الناس، ورأيت أفقه الناس؛ فأما أعبد الناس فعبد العزيز بن أبي رواد، وأما أورع الناس فالفضيل بن عياض، وأما أعلم الناس فسفيان الثوري، وأما أفقه الناس فأبو حنيفة. ثم قال: ما رأيت في الفقه مثله.
قال ابن المبارك: ما بقي على ظهر الأرض عندي أفضل من الفضيل بن عياض.
قال إبراهيم بن سعيد: قال لي المأمون: يا إبراهيم، قال لي الرشيد: ما رأيت عيناي مثل فضيل بن عياض! قال لي وقد دخلت عليه: يا أمير المؤمنين، فرغ قلبك للحزن والخوف حتى يسكناه، فيقطعاك عن معاصي الله ويباعداك من النار.